أخر الاخبار

تعريف التجارة الدولية

تعريف التجارة الدولية

مقدمة: منذ عهود قديمة والانسان في اتصال تجاری دائم مع أخيه الإنسان ، سواء كان هذا الاتصال داخل الدولة ( التجارة الداخلية ) أو عبر الحدود الدولية ( التجارة الخارجية ).

تعريف التجارة الدولية
تعريف التجارة الدولية

أما في عالمنا المعاصر ، فقد اتخذت العلاقات الاقتصادية عمقا خاصا إلى الدرجة التي يمكن القول معها أن الأمة التي لا تلعب دورا ملحوظا في الاقتصاد العالمی ومبادلاته التجارية ، تصبح مهمشة اقتصاديا بحيث لا يعيرها العالم اهتماما يذكر، يستوى في ذلك أن تكون دو مترامية الأطراف ( كالولايات المتحدة والصين أو أقل من ذلك ( كدول الخليج العربي ) ؛ فقد انزوت انجلترا خلف الأضواء تاركة الساحة للولايات المتحدة الأمريكية بمجرد أن تأثر دورها في الاقتصاد العالمي، وبدأ يبرز على الساحة المارد الصيني كأهم قوة اقتصادية وليس كقوة سكانية أو جغرافية، وقد شاهدنا في التجربة المعاصرة كيف اهتم العالم أجمع بدولة أو إمارة الكويت على أثر الغزو العراقي ، تأسيسا على الدور المحوري الذي تلعبه دول الخليج في تغذية الاقتصاد العالمي بالنفط ، بينما لا نلحظ اهتماما مماثلا بدولة أخرى مثل البنجلادش ؛ لهذا يسبب اختفاء الأولى اضطرابا في الحياة الاقتصادية العالمية ناتجا عن ندرة مصدر حيوى من مصادر الطاقة وارتفاع أسعاره بينما لم يطرأ على اختفاء الثانية حدوث تفاوت ملحوظ على الحياة الاقتصادية في بقية العالم.

وعلى الجانب الآخر يواجه الاقتصاد الدولي ، مع قرب نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرون أزمة مالية عالمية بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية ثم سرعان ما انتقلت إلى باقي دول العالم ، ولم تقتصر هذه الأزمة على إصابة النظام المالى الدولى في صميمه بل امتدت لتصيب الاقتصاد الدولي بأكمله.

وتساءل العامة والمتخصصون على السبب الذي أدى إلى امتداد اتساع هذه الأزمة کی بدت اشبه بزلزال أصاب الولايات المتحدة فشعرت بتوابعه جميع دول العالم، اوقد اجاب علماء المال والاقتصاد أن السبب الرئيسى يرجع إلى شدة ترابط العلاقات الاقتصادية الدولية ، فعندما تتأثر دولة ما بأزمة مالية أو اقتصادية وخصوصا إذا كانت دولة تحتل مكان الصدارة في التجارة العالمية مثل الولايات المتحدة الأمريكية، فإن هذا يؤثر بدوره إلى تأثر باقي دول العالم بهذه الأزمة.

ولتبيان الدور الهام الذي تلعبه المبادلات التجارية في حياة الأمم ، يكفي أن نذكر أن النمو الاقتصادي في استراليا قد أعتمد على الهجرة الواسعة لعنصري ( العمل ورأس المال ) إليها ، كما اعتمد التطور الاقتصادي في الولايات المتحدة على هجرة رأس المال إليها من انجلترا وبلغة الأرقام ، نجد أن التجارة الخارجية ( صادرات و واردات ) لهونج کونج تفوق قيمة ناتجها القومي الإجمالى ( وأن قيمة التجارة الخارجية السنغافورة بلغ حوالى ۳۰۳ ٪ من قيمة ناتجها القومى ) بل أن تجارة الخدمات وحدها تتزايد معدلات نموها الحالي بمعدلات تفوق أضعاف معدلات نمو الناتج القومي الإجمالي وخاصة في الدول المتقدمة.

ومما لا شك فيه أن أية دولة لا تستطيع أن تعيش بمعزل عن باقي الدول ، متبنية سياسة الإكتفاء الذاتي بصورة شاملة ولفترة طويلة من الزمن ، بل أن التجارة الدولية | كانت تقف في كثير من الأحيان وراء قرار الأمم بقيام الحرب طمعا في كسب الأسواق سواء كانت حروب إقليمية ( كاستعمار الدولة المتقدمة للدول النامية بغرض تأمين حصولها على المواد الخام أو ضمان استمرارها كأسواق لترويج منتجاتها ) ، أو حتى حروب عالمية ( كتلك التي رفع فيها هتلر شعار التصدير أو الموت والتي كانت سببا في قيام الحرب العالمية الثانية ، وتدمير الاقتصاد الألماني تدميرا كاملا ).

نخلص مما سبق أن الدول يتعذر عليها أن تكون بمعزل عن التجارة الدولية خاصة في ظل حقيقتين اقتصاديتين يتعذرتجاهلمها :
  1. اختلاف الطاقة الإنتاجية الناشئة عن اختلاف الموارد الاقتصادية المتاحة الكل دولة.
  2. ضرورة التخصيص وتقسيم العمل الدولي فهاتين الحقيقتين يفرضان التبادل التجاري الدولي الذي يسمح بانتقال عوامل الإنتاج والسلع من مواطن الوفرة إلى مواطن الندرة من جهة ، وتمكين المناطق الأولى أن تتخصص في إنتاج السلع التي تتمتع فيها بميزة معينة بحيث تجنى ثمار تقسيم العمل المعروفة ، ولعل هذه الحقائق هي التي أملت على الدول اعتناق مبدأ تحرير التجارة، وإنشاء منظمة راعية لهذا التحرير تسمی "منظمة التجارة العالمية ".

Amr Hussain
بواسطة : Amr Hussain
Amr Hussein is a blogger on the Knowledge Plus website and the Top 10 site, which are a blog that provides information and instruction that provides everything related to technology, computer skills, social networking sites, sports and the latest news, and everything related to technology, including program explanations and technical news. المعرفة | Top 10 list
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -