تعريف المقايضة
تعريف المقايضة : هي نظام تبادل يتم فيه تبادل السلع أو الخدمات مباشرة مقابل سلع أو خدمات أخرى دون استخدام وسائط التبادل مثل العملة. عادة ما تكون ثنائية ، ولكنها قد تكون أيضًا متعددة الأطراف (أي السمسرة من خلال منظمة المقايضة) وقد نتحدث عن كيفية نجاح المقايضة وذلك عن عيوب المقايضة الذي تسببت في صعوبات التي حدت من انتشار واستمرار المقايضة وإخيرا عن كيف تمكن العالم والمجتمعات التي عاشها بنو البشر من حل تلك المشاكل؟ وهل حُلت عملياً مشاكل المقايضة؟وقد بعض ذلك تحدثنا البحث العلمي عن تعريف المقايضة![]() |
تعريف المقايضة | نجاح وعيوب المقايضة |
كيف تنجح المقايضة
لقد ثبت تاريخيا أنه لنجاح عملية المقايضة لابد من توافر عدة عوامل منها:
- المقابلة الشخصية: لا تتم عملية المقايضة إلا بتواجد راغبا التبادل البائع والمشتري) في مكان واحد يجمعهما، وأن يلتقيا وجها لوجهه، وأن يكون لدى كل منهما معلومات مكتملة عما في حوزة الآخر.
- أهمية توافق الرغبات: لابد أن يحدث توافق آني ولحظي و مزدوج في الرغبات Double Coincidence of Wants بين الطرفين بحيث يكون لدى طرفي المبادلة في نفس الوقت رغبة Want في الحصول على سلعة الآخر حتى تنجح عملية المبادلة العينية. وتزداد الصعوبة بتزايد أعداد البائعين والمشترين وتعدد السلع واختلاف نوعياها.
- الاتفاق على نسب أو سعر التبادل: فعلي أي أساس يمكن أن يتفق طرفا المبادلة؟ وما هو معدل مبادلة سلعة الطرف البائع بسلعة الطرف المشتري؟ لذلك لابد أن يتم الاتفاق بين طرفي المبادلة على الكميات المرغوب في تبادلها من السلعتين المتبادلتين.
ونتيجة لتوافر هذه الشروط - في بعض الأحوال - سادت عمليات المقايضة كأسلوب للتبادل التجاري في المجتمعات البدائية الصغيرة التي تحققت بين سكاها الراغبين في ممارسة عمليات التجارة الشروط سالفة الذكر، ولنا أن نتخيل بالطبع كم كان محدودة عدد السلع التي يتم تداولها في تلك المجتمعات.
عيوب المقايضة
رغم انتشار عمليات التبادل المباشر والمقايضة في المجتمعات البدائية، إلا أن هذا الأسلوب من أساليب تبادل السلع والخدمات قد واجه العديد من عيوب المقايضة الصعوبات التي حدت من انتشاره وقبوله، ومن بين تلك الصعوبات يمكن أن نذكر ما يلي:
1- صعوبة وجود سعر واحد للسلعة المباعة في السوق الواحدة، فكل من لديه سلعة تفيض عن حاجته يود لو باعها بالقيمة التي تروق له، وبالمعيار الذي يحدده، فمن يرغب في بيع أردبة فائضة من القمح قد يطلب في مقابله قنطارة من القطن أو طنا من الفول أو بقرة أو غير ذلك. بينما يرى المشتري أن أردب القمح لا يساوي كل ما يطلبه البائع. لذلك لم يوجد معیار واحد للتقيم يرضي طرفي عملية المقايضة، ويتفقان معا على صلاحيته تحت جميع الظروف وفي جميع الأوقات.
2- صعوبة التسعير في حال تعدد السلع، من المشاكل التي واجهت عملیات المقايضة كذلك صعوبة تقدير نسب أو سعر التبادل. فمن لديه أردب من القمح ويريد استبداله برأس غنم سيختلف مع الطرف الآخر حول كم يساوي رأس الغنم من القمح؟. ولعل هذه مشكلة بسيطة نسبية سيتوصل البائع والمشتري الحل لها أن آجلا أم عاجلا بالتفاوض المباشر. لكن ما هو الحال في حالة وجود أربع سلع فقط هي القمح والغنم والتمر والدجاج، وكيف يمكن تقدير احتمالات المقايضة هذه السلع ببعضها البعض؟ ويتحدد عدد احتمالات مقايضة أربع سلع بالمعادلة الآتية:
عدد احتمالات المقايضة = (عدد السلع المعروضة » (عدد السلع المعروضة - 1)/2 أي أن:
عدد احتمالات المقايضة = (4 × (4-1)) /2 = 6
ومعنى ذلك أن أربع سلع يستلزمها وجود ستة احتمالات للتبادل، وعشرة سلع يلزمها 45 معدل للتبادل، فما هو الحال لو أن بالسوق مائة سلعة مختلفة؟
3- عدم إمكانية تجزئة بعض السلع التسوية قيمة المدفوعات الصغيرة، فإن کنت ترغب في مبادلة أردب القمح باللحوم، وكانت هناك صفقات أخرى سبق أن تمت بين أشخاص آخرين بسعر يعادل بين أردب القمح وبقرة واحدة حية، وكان كل ما توافر لديك هو نصف أردب من القمح، فهل يقبل البائع أن يذبح بقرته لكي يبيعك نصف بقرة؟
4- صعوبة وجود معيار لسداد المدفوعات الآجلة، إذا كانت لديك الرغبة في مبادلة ما لديك من قمح الآن بما سوف تنتجه حديقة جارك من رمان في المستقبل، فهل تقبل أنت وجارك تسوية الدين الآجل نتيجة بيعك إياه قمحة الآن بالرمان عند نضوجه بعد فتره من الوقت؟
5- صعوبة التخزين، فرغم اعتیاد سكان المجتمعات البدائية على تخزين ما ينتجونه أو ما يصيدونه، كانت العناية بهذا المخزون تحتاج جهدا كبيرة، لكن في النهاية كانت السلع المخزنة تبلي وتفقد قيمتها مقابل السلع الأخرى، وهو ما لا يمكن حائزها من الحصول على إنتاج غيره من سلع في وقت لاحق عند اشتداد حاجته لإجراء عملية المبادلة. وحدت مثل هذه المعوقات من انتشار ونمو التبادل والتجارة.
ولكن كيف تمكن العالم والمجتمعات التي عاشها بنو البشر من حل تلك المشاكل؟ وهل حلت عملية مشاكل المقايضة؟
لقد ثبت تاريخية أنه كان من الصعب أن تنتشر المقايضة كأسلوب وتستمر عمليات التبادل المباشر كلما تطورت المجتمعات وزادت درجة تنوع الأنشطة الاقتصادية التي تمارس بها، حيث ارتبط ذلك بزيادة كم ودرجة تعقيد الصعوبات والمشاكل التي سلف ذكر بعضها. فعند تحول البشرية من الحياة البدائية إلى حياة أكثر تحضرة، حدثت تطورات هامة في حياة البشر نخص منها تطورين رئيسيين :
الأول، هو انتشار الملكية الخاصة لأدوات الإنتاج، حيث حدث تحول هام في نموذج تملك أدوات الإنتاج التي كانت تستخدم في الإنتاج من نظام الملكية العامة للقبيلة أو العشيرة إلى نظام التملك الخاص والشخصي لتلك الأدوات.
أما التطور الثاني فتمثل في تقسيم المجتمع طبقية، حيث تميز الأفراد بعضهم على بعض إما وفق درجة الثراء (فقراء معدمين وأثرياء قادرين)، أو وفق نوع الملكية (طبقة ملاك الرقيق، وطبقة الرقيقة).
5- صعوبة التخزين، فرغم اعتیاد سكان المجتمعات البدائية على تخزين ما ينتجونه أو ما يصيدونه، كانت العناية بهذا المخزون تحتاج جهدا كبيرة، لكن في النهاية كانت السلع المخزنة تبلي وتفقد قيمتها مقابل السلع الأخرى، وهو ما لا يمكن حائزها من الحصول على إنتاج غيره من سلع في وقت لاحق عند اشتداد حاجته لإجراء عملية المبادلة. وحدت مثل هذه المعوقات من انتشار ونمو التبادل والتجارة.
ولكن كيف تمكن العالم والمجتمعات التي عاشها بنو البشر من حل تلك المشاكل؟ وهل حلت عملية مشاكل المقايضة؟
لقد ثبت تاريخية أنه كان من الصعب أن تنتشر المقايضة كأسلوب وتستمر عمليات التبادل المباشر كلما تطورت المجتمعات وزادت درجة تنوع الأنشطة الاقتصادية التي تمارس بها، حيث ارتبط ذلك بزيادة كم ودرجة تعقيد الصعوبات والمشاكل التي سلف ذكر بعضها. فعند تحول البشرية من الحياة البدائية إلى حياة أكثر تحضرة، حدثت تطورات هامة في حياة البشر نخص منها تطورين رئيسيين :
الأول، هو انتشار الملكية الخاصة لأدوات الإنتاج، حيث حدث تحول هام في نموذج تملك أدوات الإنتاج التي كانت تستخدم في الإنتاج من نظام الملكية العامة للقبيلة أو العشيرة إلى نظام التملك الخاص والشخصي لتلك الأدوات.
أما التطور الثاني فتمثل في تقسيم المجتمع طبقية، حيث تميز الأفراد بعضهم على بعض إما وفق درجة الثراء (فقراء معدمين وأثرياء قادرين)، أو وفق نوع الملكية (طبقة ملاك الرقيق، وطبقة الرقيقة).
لقد ساعد هذان التطوران على انتشار التخصص وتقسيم العمل بين أفراد المجتمع الواحد - سواء كان قبيلة أو عشيرة - في إنتاج سلع بعينها، وهو التخصص الذي أدى بدوره إلى زيادة الكميات المنتجة من مختلف السلع، فأصبح من يقومون بالإنتاج لا ينتجون لمجرد تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير احتياجاتهم المعيشية فقط، بل أصبحوا ينتجون للسوق، وهو ما يعني عملية انفصال عمليات الإنتاج عن عمليات الاستهلاك، وكذلك انفصال المستهلك عن المنتج.
لذلك كله تحولت تلك المجتمعات إلى مرحلة جديدة من مراحل التبادل سمیت بمرحلة التبادل غير المباشر، أي ذلك التبادل الذي لا يستلزم لقاء المنتج والمستهلك وجهة الوجه مثلما كان الحال في مرحلة المقايضة. ونتيجة لهذا التطور، أصبح من لديه فائض من إنتاج سلعة ما يعرضه في مكان ما لكي يجد الراغب في شراءه. وهو ما أدي الظهور ما يعرف بالأسواق المتخصصة في السلع المختلفة سوق التمر، وسوق النحاس، وسوق الأخشاب، وسوق العقادة، وسوق النخاسة، وسوق السلاح وغيرها من الأسواق التي تلازمت مع نمو التخصص وتقسيم العمل.
ورغم التطورات التي لحقت بالقطاع الإنتاجي، والتي لازمت تحول البشرية من مرحلة البدائية إلى مرحلة نشأة الحضارات، ظل أسلوب مقايضة السلع مقيدة لنمو عملیات التبادل. وبمرور الوقت ظهرت حاجة ماسة إلى تبسيط عمليات المبادلة بين المنتجين والمستهلكين. وتم ذلك بابتکار وسیط جدید مقبول لدى طرفي التبادل بيسر عملیات المبادلة بينهما، أطلق عليه مصطلح " النقود Money".
سيتم الرد قريبا